
اسم اللعبه : ديث ستراندنغ 2
تاريخ الإصدار الأولي : 26 يونيو 2025
هيديو كوجيما يعود مرة أخرى، لكن هذه المرة ليس ليقدم إجابات جاهزة، بل ليطرح أسئلة تبقى عالقة في الذهن. تخيل نفسك واقفاً على الشاطئ، تسمع صوتاً يأتيك من بعيد، بينما ظل غامض يلاحقك دون أن تدري. هل نحن حقاً نحاول إصلاح ما انكسر؟ أم أن هذا الكسر نفسه هو ما يعطينا إنسانيتنا؟
اللعبة الجديدة Death Stranding 2 on the beach تأخذنا في رحلة جديدة، لكنها هذه المرة أكثر غموضاً. كوجيما لا يعدنا بحلول سحرية، بل يدفعنا بلطف نحو تساؤلات أكبر. هل ما زال هناك أمل في التواصل؟ أم أن الانفصال هو الخيار الأكثر رحمة؟
العالم هنا يبدو مختلفاً، مليئاً بالأسرار التي تنت
الرحلة الأولى كانت صرخة مدوية في وجه الوحدة، كأنها محاولة يائسة لكسر جدار الصمت. أما الآن، فهل سنكتفي بالهمس أمام أسئلة أكبر منا؟ أم أننا سنحمل تلك الأسئلة مثل رسائل مغلقة بانتظار يد لا تأتي لفتحها؟
كوجيما مرة أخرى يضعنا أمام مرآة غريبة، مرآة لا تعكس سوى تشوهاتنا وأسئلتنا المعلقة. لعالمه طريقة خاصة في جعل اللعبة أكثر من مجرد أزرار تُضغط، بل حوار داخلي لا ينتهي.
ستجد نفسك تتساءل: هل نحن حقاً نلعب؟ أم أن اللعبة هي من تلعب بنا هذه المرة؟
المطور : Kojima Productions
الناشر : Sony Interactive Entertainment
تصنيف اللعبة : أكشن – مغامرات، قتال، منظور شخص ثالث
المنصات : PS5
تأريخ الإطلاق : 26 – يونيو– 2025
السعر : 69.99$
زمن اللعب : ~60 ساعة
نسخة المراجعة : PS5
ملخص قصة : Death Stranding 2: on The Beach
سام بريدجز، ذلك الرجل الذي عانى ليعيد شيئاً من الحياة لعالم أشبه بخراب، قرر في النهاية أن يختفي. تخيل رجلاً يحمل طفله بين ذراعيه ويمشي بعيداً عن كل شيء، إلى مكان لا يعرف أحد عنه شيئاً. المكسيك كانت ملاذه، حيث الصمت هو اللغة الوحيدة المسموعة.
لكن الحياة، كما تعلم، لا تترك أحداً في حاله. فراجايل عادت إليه بوجه لم يتغير، لكن عينيها كانتا تحملان تحذيراً صامتاً. العالم ينهار من جديد، والأرض تتشقق تحت أقدام الجميع. طلبت منه العودة، أن يكون الجسر الذي يربط بين القطع المتناثرة.
سام ضاع في دوامة نفسه، بينما كانت فراجايل تبحث عنه وسط أنقاض عالم متهالك. وعندما عثرت عليه، لم تجد كلمات للتعزية، بل وجدت أمامه طريقاً أكثر وعورة. طريق يربط أستراليا بالشبكة الكيرالية في مهمة لا تشبه أي شيء مرّ به من قبل.
في الطرف الآخر من الكوكب، حيث العالم ينهار ببطء، يقابل سام وجوهاً جديدة. أناس يحملون تعابير غريبة، قلوباً منهكة من المعاناة، وأسراراً تخفي آلاماً لا تُرى. معاً، يبدأون رحلتهم الأولى نحو إنقاذ البشرية من براثن الموت.
الجزء الثاني من رحلة سام ليس مجرد تكملة، بل هو غوصٌ في أعماق العزلة والضياع. تشبه التجربة فيلمًا من إخراج كوبريك، مليئاً بالغموض والمسارات غير المتوقعة. لن تجد هنا إجابات واضحة، بل المزيد من الأسئلة التي تتكاثر مع كل خطوة.
كوجيما يعيد تعريف الغرابة من جديد، كعادته. شخصياته لا تشبه أحداً، تعيش في تناقضاتها كما لو كانت تتنفسها. أحداث تدفعك للتساؤل: هل هذا جنون أم عبقرية؟ العالم من حولك ينهار، لكن في خضم هذا الدمار، هناك لحظات صمت غريبة توقفك فجأة.
تجد نفسك تتساءل عن معنى الارتباط الحقيقي، عن تلك الخيوط غير المرئية التي تربطنا. النجاة هنا ليست نهاية سعيدة، بل حمل ثقيل، كأنها جرح لم يندمل رغم كل شيء. أما الوصل، فهو يأتي بشكل مختلف عما توقعته، قاسياً أحياناً، غامضاً كظل في زاوية مظلمة. كوجيما لا يقدم إجابات، بل يتركك مع أسئلة تتردد في رأسك حتى بعد انتهاء اللعبة.
سام وافق، ليس لأنه أراد ذلك، بل لأن شيئاً ما في داخله لم يهدأ أبداً. بدأ رحلته جنوباً، لكن ثمّة شيء مروّع حدث في الطريق... شيء أسود كفيل بمحو آخر بصيص من الأمل في عينيه.
نظام اللعب
- الجزء الثاني يأخذك إلى عمق التحدي الحقيقي، حيث الشحنات لن تصل ببساطة كما في السابق. هنا، الطقس يصبح عدواً صعباً، يرمي بين يديك عواصف ترابية تعمي الرؤية، وزلازل تهز الأرض تحت قدميك. كل شحنة تحملها ستشعر أنها معركة مع الطبيعة نفسها.
- تخيل نفسك تحاول تثبيت حمولة ثمينة بينما الرياح تضرب وجهك بلا رحمة. لكن لديك أدوات قد تنقذ الموقف، مركبات غريبة، حوامات تطفو في الهواء، حتى الحبال تصبح سلاحاً في يديك. والأجمل أنك قد تجد نفسك فجأة على متن قطار معلق يحمل كميات لا تصدق من البضائع، وكأنه شريان حياة في هذا العالم القاسي. كل طريقة نقل لها طعم مختلف، وتجربة لا تشبه سابقتها.
الاستكشاف والبيئة
- هذا العالم الواسع اللي بيمتد أمامك، مليان أماكن تاخد العقل. فيه صحاري قاحلة تشعرك بالوحدة، ومدن مهجورة تحكي قصص من رحلوا، وكهوف غامضة تخبئ أسرار ما بداخلها.
- لو عايز تمشي فيه، لازم تكون فاهم إن الطبيعة مش سهلة. فياضانات ممكن تجي فجأة، وانهيارات أرضية تخلي الطريق صعب. بس اللي بيصبر ويستمر، هيلاقي مكافآت تستاهل كل التعب.
الأنظمة المناخية والزمنية
- المطر الغريب ده، مش زي أي مطر عادي. بيأكل في معداتك مع الوقت، وبيجيب معاه حاجات خطرة مش عارفين مصدرها. والجو متقلب جداً، ممكن يغير خططك كلها فجأة. بس في أدوات جديدة تقدر تساعدك تتنبأ بالتغيرات دي وتكون مستعد.
القتال والمواجهات
- القتال في هذه التجربة الجديدة صار شيئاً مختلفاً تماماً، أكثر حيوية وإثارة. تخيل نفسك تمسك بزمام الأمور بين يديك، سواءً بالاشتباك المباشر أو باستخدام تلك الأسلحة الجديدة التي تضيف نكهة خاصة لكل موقف. حتى أدواتك الصغيرة صارت تلعب دوراً أكبر في رسم طريقك.
- ستواجه أعداءً من كل نوع، من قطاع الطرق العاديين إلى تلك الكائنات الغامضة التي تثير القشعريرة. هناك أيضاً أولئك الغرباء ذوو الأردية الحمراء، يظهرون فجأة كأنهم جزء من لغز ما، لا لمساعدتك بل ليعقدوا الأمور أكثر. لماذا يفعلون ذلك؟ هذا ما سيكشفه الوقت.
- اللعبة تمنحك حرية الاختيار: هل تفضل المواجهة المباشرة أم التسلل بخفة؟ كل طريق له متعته الخاصة. حتى معارك الزعماء صارت أكثر شراسة، رغم أن البعض قد يتمنى لو كانت أكثر صعوبة لترفع مستوى التحدي حقاً.
- الشيء الجميل هو كيف صار الذكاء الاصطناعي لرفاقك أكثر ذكاءً، وكأنهم يفهمونك بشكل أفضل. القتال نفسه أصبح أكثر تكتيكية، يدفعك للتفكير مرتين قبل الدخول في أي مواجهة. كأن اللعبة تهمس في أذنك
- اللعبة دي بتحاول تعطيك شعور حقيقي إنك جزء من مجتمع فعلي. تخيل نفسك بتشيد جسور وطرق تخدمك وتفيد غيرك من اللاعبين في كل حتة بالعالم. في حاجة حلوة إنك تشوف تقييمات الناس ليك وتعرف إنك ساعدت في تطوير المكان اللي كلنا بنلعب فيه.
- ممكن كمان تعلق إشارات زي اللي بنشوفها في الشارع، سواء لتحذير اللاعبين من مناطق خطرة أو حتى لمجرد التشجيع والترفيه. ولو عندك بضائع مش عايز توصّلها بنفسك، تقدر توكل المهمة لحد تاني من السعاة.
الاستكشاف البناء والتفاعل الاجتماعي
- اللعبة دي بتحاول تخليك تحس إنك فعلاً جزء من عالم حي. يعني تقدر تبني جسر يسهل حركة اللاعبين كلهم، أو حتى تنشئ محطة شحن تفيدك وتفيد غيرك. في حاجات كتير تقدر تعملها وتخلّي اللعبة أحسن للجميع.
- كل ما تشارك وتتعاون مع اللاعبين التانيين، هتلاقي تقييمات بتعكس تأثيرك الإيجابي في المجتمع بتاع اللعبة. يعني لو ساعدت ناس كتير، هيتكتب عندك ده كإنجاز.
- في كمان فكرة حلوة إنك تضع إشارات زي اللي بنشوفها في الشارع، بس هنا ممكن تكون لتحذير اللاعبين من مناطق خطرة، أو حتى لمجرد التشجيع. تخيل تلاقي إشارة مكتوب عليها "استمر، أنت قدها!" في مكان صعب، هتبقى حاجة لطيفة.
نظام الترقية والتقدم
- اللعبة تمنحك فرصة تطوير أدوات سام وتحسين معداته باستخدام الموارد المتاحة.
- ستلاحظ أن قدراته تتحسن مع الوقت، سواء في تحمله للأعباء أو توازنه أثناء الحركة. مناطق جديدة تبدأ بالظهور أمامك تدريجياً، لكنها تبقى مقفلة حتى تنهي المهام الأساسية.
- هناك شجرة مهارات خاصة باسم "تعزيزات APAS" تتيح لك ترقية قدرات سام كما تشاء. يمكنك أيضاً مراجعة إحصائياته، مثل المسافات التي قطعها أو مدى تحمله للأوزان الثقيلة، وحتى مقاومته للإغماء.
- ومن الإضافات الجديدة المميزة ميزة "العودة للقصة"، حيث تعطيك ملخصاً للأحداث الأخيرة في حال غبت عن اللعبة لفترة. شيء لم نعتده في الألعاب السابقة، لكنه مفيد جداً لمن يريد مواكبة القصة دون أن يفوت تفاصيلها.
العالم والتصميم الفني العالم والتصميم الفني
الجفرافيك والرسوميات والتصميم
- لعبة بتوجه فني مختلف تماماً، شيء يشبه لوحة فنية متحركة تخطف الأنفاس. الأسلوب البصري فيها يجعل اللاعب وكأنه يعيش داخل فيلم سريالي، كل إطار فيها يحمل بصمة كوجيما الغريبة والساحرة في آن واحد.
- العالم ليس مجرد خلفية عادية، بل هو شخصية بحد ذاته. التفاصيل الصغيرة تتحدث دون كلمات، الجدران المهجورة تحمل قصصاً، والشخصيات تبدو وكأنها خرجت من حلم غريب. حتى الإضاءة ليست عشوائية، كل شعاع ضوء يضيف طبقة جديدة من الغموض والجمال.
- أما العوالم فهي شيء آخر... أماكن لا تعرف هل هي حقيقية أم مجرد هلوسة. شواطئ لا نهاية لها، تضاريس غريبة تشبه عظام وحوش عملاقة، ومدن غارقة في الأعماق كأنها تنتظر الموت بصمت. كل شيء هنا يجعلك تتساءل: أين الحقيقة وأين الخيال؟
- اللعبة تخطفك إلى عالم مختلف، ليس كأي عالم عادي. الواقع هنا يمتزج بشيء من السحر، وكأن كل تفصيل صمم بعناية لتجعلك تشعر أنك داخل لوحة فنية حية. الألوان تتنفس، والضوء يرقص على الأسطح بطريقة تجعلك تتوقف للحظات لتتأمل الجمال من حولك.
- هناك شيء خاص في الطريقة التي تروي بها اللعبة قصتها دون كلمات، فقط عبر تلك اللمسات البصرية التي تترك أثراً في الذاكرة. ليست مجرد رسومات عالية الجودة، بل روح خاصة تمنحها هوية لا تنسى. كل مشهد يبدو وكأنه قصيدة مرسومة، تثير فيك مشاعر غريبة بين الحنين والدهشة.
- الأمر لا يتعلق بالواقعية المفرطة، بل بكيفية جعل كل عنصر ينبض بالحياة بطريقته الخاصة. حتى أبسط التفاصيل تحمل طابعاً فنياً يجعل التجربة أشبه بحلم تستيقظ منه وأنت تتمنى العودة إليه.
الصوت والموسيقى
- التمثيل في اللعبة ببساطة مذهل، كل شخصية تشعر وكأنها حقيقية بدرجة غريبة. تنتقل بين المشاهد وكأنك تشاهد فيلماً سينمائياً، لكن دون أن تفقد ذلك الإحساس العميق الذي يجعلك تتوقف لتفكر فيما يحدث.
- إيل فانينج قدمت شخصيتها الغامضة ببراعة، أضافت للقصة طبقات جديدة من العمق. أما تروي بيكر فابتعد عن النمط المعتاد للأشرار المجانين، وقدم أداءً أكثر تعقيداً وفوضوية، شيء مختلف تماماً عما اعتدنا عليه منه.
- الموسيقى؟ يا لها من تجربة. لودفيج فورسيل عاد بألحان أكثر نضجاً، خاصة تلك الأغاني الهادئة التي ترافقك أثناء استكشاف العالم. تشعر وكأنها تلامس روحك، خصوصاً عندما تكتشف منطقة جديدة لأول مرة.
- الأصوات المحيطة أيضاً جزء من السحر. الفراغ، الصدى، حتى أنفاس الشخصية – كلها تنسجم مع الموسيقى لتخلق تجربة صوتية فريدة. والأغرب أن الموسيقى تتغير حسب طريقة لعبك، وكأن اللعبة تستجيب لخياراتك.
- ولأول مرة هناك مشغل موسيقى داخل اللعبة، يسمح لك بإعادة سماع المقطوعات التي أعجبتك، وكأنه دعوة للتأمل في الرحلة التي خضتها. حقاً، كل تفصيلة هنا تبدو مدروسة بعناية.


إرسال تعليق